فصل: (سورة الملك: آية 23)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{مكبّا}، اسم فاعل من الرباعيّ أكبّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وعينه ولامه من حرف واحد.

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: {أفمنْ يمْشِي مُكِبّا على وجْهِهِ أهْدى أمّنْ يمْشِي سوِيّا على صِراطٍ مُسْتقِيمٍ}.
مثل ضرب للمشرك والموحد، توضيحا لحالهما وتحقيقا لشأن مذهبهما، فالمشرك أعمى لا يهتدي إلى الطريق، يمشي متعسفا، فلا يزال يتعثر وينكب على وجهه والموحد صحيح البصر، يمشي في طريق واضحة مستقيمة، سالما من العثور والانكباب على وجهه.

.[سورة الملك: آية 23]

{قُلْ هُو الّذِي أنْشأكُمْ وجعل لكُمُ السّمْع والْأبْصار والْأفْئِدة قلِيلا ما تشْكُرُون (23)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة {لكم} متعلّق بمحذوف حال من {السمع} و{الأبصار} و{الأفئدة}، {قليلا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، عامله {تشكرون}، منصوب (ما) زائدة لتأكيد التقليل..
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو الذي...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنشأكم...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {جعل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {تشكرون} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة الملك: آية 24]

{قُلْ هُو الّذِي ذرأكُمْ فِي الْأرْضِ وإِليْهِ تُحْشرُون (24)}

.الإعراب:

{في الأرض} متعلّق بـ {ذرأكم}، (الواو) عاطفة {إليه} متعلّق بـ {تحشرون}.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو الذي...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ذرأكم...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {إليه تحشرون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.[سورة الملك: آية 25]

{ويقولون متى هذا الْوعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِين (25)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {متى} اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {هذا}، {كنتم} ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط...
جملة: {يقولون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {متى هذا الوعد...} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {كنتم صادقين...} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

.[سورة الملك: آية 26]

{قُلْ إِنّما الْعِلْمُ عِنْد اللّهِ وإِنّما أنا نذِيرٌ مُبِينٌ (26)}.

.الإعراب:

{إنّما} كافّة ومكفوفة في الموضعين {عند} ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ {العلم}، (الواو) عاطفة...
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {العلم عند اللّه...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنا نذير...} في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

.[سورة الملك: آية 27]

{فلمّا رأوْهُ زُلْفة سِيئتْ وُجُوهُ الّذِين كفرُوا وقِيل هذا الّذِي كُنْتُمْ بِهِ تدّعُون (27)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب {سيئت}، و(الهاء) في {رأوه} يعود على العذاب {زلفة} حال من الضمير المفعول في {رأوه} منصوبة {به} متعلّق بـ {تدّعون} بحذف مضاف أي بإنذاره...
وجملة: {رأوه...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {سيئت وجوه...} لا محلّ لها لها لجواب شرط غير جازم.
وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {قيل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {سيئت} وجملة: {هذا الذي...} في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: {كنتم به تدّعون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {تدّعون} في محلّ نصب خبر {كنتم}.

.الصرف:

{زلفة}، اسم مصدر للرباعيّ أزلف، وهذا الاسم بمعنى اسم الفاعل أي مزلف أي قريب، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
{سيئت}، فيه إعلال بالقلب، الياء أصلها واو مكسور ما قبلها وكانت حركة السين في الأصل فحركت بالكسر لمناسبة البناء للمجهول، ثم قلبت الواو ياء تخلصا من الثقل الحاصل بالانتقال من الضمّ إلى الكسر لمناسبة البناء للمجهول...
{قيل}، فيه إعلال مثل {سيئت}...

.[سورة الملك: آية 28]

{قُلْ أرأيْتُمْ إِنْ أهْلكنِي اللّهُ ومنْ معِي أوْ رحِمنا فمنْ يُجِيرُ الْكافِرِين مِنْ عذابٍ ألِيمٍ (28)}.

.الإعراب:

{أرأيتم} أي أخبروني، والمفعول به محذوف تقديره شأنكم أو حالكم {أهلكني} ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الواو) عاطفة {من} موصول في محلّ نصب معطوف على الضمير المفعول في {أهلكني}، (أو) حرف.. وبعضهم يجعلها تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول.
عطف... (الفاء) رابطة لجواب الشرط {من} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ {من عذاب} متعلّق بـ {يجير}...
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أرأيتم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أهلكني اللّه...} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية.
وجملة: {رحمنا...} في محلّ نصب معطوفة على جملة {أهلكني اللّه}.
وجملة: {من يجير...} لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن متّ أو حييت فلا فائدة لكم في ذلك لأنّه لا مجير لكم من عذاب اللّه...
وجملة: {يجير...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.

.[سورة الملك: آية 29]

{قُلْ هُو الرّحْمنُ آمنّا بِهِ وعليْهِ توكّلْنا فستعْلمُون منْ هُو فِي ضلالٍ مُبِينٍ (29)}.

.الإعراب:

{به} متعلّق بـ {آمنّا}، (الواو) عاطفة {عليه} متعلّق بـ {توكّلنا}، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (السين) حرف استقبال {من} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، {في ضلال} متعلّق بخبر المبتدأ {هو}.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم.
وجملة: {هو الرحمن...} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {آمنّا به} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {توكّلنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {آمنّا به}.
وجملة: {ستعلمون...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون.
وجملة: {هو في ضلال...} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.

.[سورة الملك: آية 30]

{قُلْ أرأيْتُمْ إِنْ أصْبح ماؤُكُمْ غوْرا فمنْ يأْتِيكُمْ بِماءٍ معِينٍ (30)}.

.الإعراب:

مرّ إعراب نظير هذه الآية، {بماء} متعلّق بـ {يأتيكم}.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم.
وجملة: {رأيتم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أصبح ماؤكم غورا...} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل (رأيتم).
وجملة: {من يأتيكم...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يأتيكم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من). اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(67) سورة الملك مكيّة وآياتها ثلاثون.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ

.[سورة الملك: الآيات 1- 4]

{تبارك الّذِي بِيدِهِ الْمُلْكُ وهُو على كُلِّ شيء قدِيرٌ (1) الّذِي خلق الْموْت والْحياة لِيبْلُوكُمْ أيُّكُمْ أحْسنُ عملا وهُو الْعزِيزُ الْغفُورُ (2) الّذِي خلق سبْع سماواتٍ طِباقا ما ترى فِي خلْقِ الرّحْمنِ مِنْ تفاوُتٍ فارْجِعِ الْبصر هلْ ترى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمّ ارْجِعِ الْبصر كرّتيْنِ ينْقلِبْ إِليْك الْبصرُ خاسِئا وهُو حسِيرٌ (4)}

.اللغة:

{طِباقا} جمع طبقة كرحبة ورحاب أو جمع طبق كجمل وجمال وجبل وجبال، وفي المصباح «وأصل الطبق الشيء على مقدار الشيء مطبقا له من جميع جوانبه».
{فُطُورٍ} صدوع وشقوق وفي المختار: والفطر الشق يقال فطره فانفطر وتفطر الشيء تشقّق وبابه نصر.
{حسِيرٌ} في المختار: حسر بصره انقطع نظره من طول مدى وما أشبه ذلك فهو حسير ومحسور أيضا وبابه جلس. وهو فعيل بمعنى فاعل من الحسور وهو الإعياء.

.الإعراب:

{تبارك الّذِي بِيدِهِ الْمُلْكُ وهُو على كُلِّ شيء قدِيرٌ} {تبارك} فعل ماض أي تنزّه عن صفات المحدّثين و{الذي} فاعل و{بيده} خبر مقدّم و{الملك} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية لا محل لها لأنها صلة الموصول {وهو} مبتدأ و{على كل شيء} متعلقان بـ: {قدير} و{قدير} خبر {هو} وهذه الجملة معطوفة على الصلة مقررة لمضمونها.
{الّذِي خلق الْموْت والْحياة لِيبْلُوكُمْ أيُّكُمْ أحْسنُ عملا} {الذي} بدل من اسم الموصول الأول وجملة {خلق الموت والحياة} لا محل لها لأنها صلة، و{ليبلوكم} اللام للتعليل ويبلو فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل {هو} والكاف مفعول به و{أيّكم} مبتدأ و{أحسن} {خبر} وعملا تمييز والجملة الاسمية في محل نصب مفعول ثان لـ: {ليبلوكم} ولام التعليل ومجرورها متعلقان بخلق من حيث تعلقه بالحياة إذ هي محل الاختبار والتكليف وأما الموت فلا شيء من ذلك فيه.
وفي الكلام استعارة تمثيلية تبعية على تشبيه حالهم في تكليفه تعالى لهم بتكاليفه، وخلق الموت والحياة لهم وإثابته لهم وعقوبته بحال المختبر مع من جرّبه واختبره لينظر مدى طاعته أو عصيانه فيكرمه أو يهينه.
{وهُو الْعزِيزُ الْغفُورُ} مبتدأ وخبراه.
{الّذِي خلق سبْع سماواتٍ طِباقا} {الذي} بدل ثان من اسم الموصول وقيل من {العزيز الغفور} وقيل نعت لهما أو أنه في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف أو منصوب على المدح وجملة {خلق} صلة و{سبع سموات} مفعول به و{طباقا} صفة لـ: {سبع سموات} أو منصوب بفعل مقدّر أي طبقت طباقا فيكون مصدر طابق مطابقة وطباقا.
{ما ترى فِي خلْقِ الرّحْمنِ مِنْ تفاوُتٍ فارْجِعِ الْبصر هلْ ترى مِنْ فُطُورٍ} كلام مستأنف مسوق لتوكيد استقامة خلقه تعالى و{ما} نافية و{ترى} فعل مضارع وفاعله مستتر يعود على من يصلح للخطاب و{في خلق الرحمن} متعلقان بـ: {تري} و{من} حرف جر زائد و{تفاوت} مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول {ترى} وقرئ {تفوت} بالتشديد للواو دون ألف، والتفاوت عدم التناسب لأن بعض الأجزاء يفوت الآخر، ومن الغريب أن الزمخشري جعل هذه الجملة صفة متابعة لقوله: {طباقا} قال: وهذه الجملة المنفية صفة لقوله: {طباقا} وأصلها ما ترى فيهنّ فوضع مكان الضمير {خلق الرحمن} تعظيما لخلقهنّ وتنبيها على سبب سلامتهنّ وهو خلق الرحمن.
وفي هذا من التعسّف ما فيه لانفلات الكلام بعضه من بعض.
فارجع: الفاء تعليلية لأن قوله: {فارجع البصر} متسبّب عن قوله: {ما ترى}، و{ارجع البصر} فعل أمر وفاعل مستتر ومفعول به و{هل} حرف استفهام و{ترى} فعل مضارع مرفوع و{من} حرف جر زائد و{فطور} مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به والجملة الاستفهامية في موضع نصب بفعل محذوف وهذا الفعل معلق بالاستفهام أي هل ترى.
{ثُمّ ارْجِعِ الْبصر كرّتيْنِ ينْقلِبْ إِليْك الْبصرُ خاسِئا وهُو حسِيرٌ} {ثم} حرف عطف للترتيب مع التراخي و{ارجع البصر} فعل أمر وفاعل مستتر ومفعول به و{كرتين} نصب على المصدر كمرتين وهو وإن كان مثنى لا يقصد به التثنية بل المقصود به التكثير، و{ينقلب} فعل مضارع مجزوم لأنه وقع جوابا للطلب و{إليك} متعلقان بـ: {ينقلب} و{البصر} فاعل و{خاسئا} حال والواو حالية {وهو} مبتدأ و{حسير} خبر والجملة حال إما من صاحب الأولى وإما من الضمير المستكن في الحال قبلها فتكون حالا متداخلة.